قصيدة من الشعر الحر، كتبها الشاعر المعاصر: لطفي زغلول، يصور في هذه القصيدة كفاح الشعب الفلسطيني ويحيي شهداء المقاومة، وتقول القصيدة:
أيها الراحل عنا ... لم تزل في القلب حيا
غصنك الفارع ... رغم النار ... ما زال نديا
شامخا فوق ذرى ( عيبال ) ... صنديدا ... أبيا
تتصدى ... تتحدى ...
زمن القهر مضيا
لم تهن في ساحة المجد ...
تعاليت على الجرح ... لبست الكبر زيا
حملت يسراك القرآن ...
وفي يمناك ... سيفا عربيا
***
مطر جرحك يروي الأرض عشقا
أيها النسر الذي فوق جبين الغيم يرقى
فارسا ... ما زلت في ساحتنا ... حقا وصدقا
أيها الساقي روابينا ... ملأت الكأس شوقا
بالدم ... الأوطان تسقى
أنت باق ... أملا أخضر فينا ... وستبقى
يورق الجرح ... سنابل
يلد الجرح ... حقولا ... ومروجا ... وجداول
تضحك الشمس على الآفاق ... تنساب تغازل
ترقص الأغصان ... يصحو الفجر ...
تختال البلابل
يرتمي الفل ... على صدر صبايانا جدائل
يزهر الجرح على السفح ...
رماحا ومشاعل ...
***
أيها الحادي ... تقدم
أنت بالساحة أدرى
أنت بالساحة أحرى
قد مددنا لك من أرواحنا للوعد جسرا
فتقدم ...
تطلع الشمس ... وإن طال ظلام الليل دهرا
إن بعد العسر يسرا ... إن بعد العسر يسرا
فتقدم ...
عرسك اليوم ... انطلق يا حادي الركب انطلق ...
للمجد ... للعلياء مهرا
لا يطيق الحر بعد اليوم صبرا
لا يطيق الحر بعد اليوم صبرا
ولدتك الأم حرا ...
عشت حرا ... مت حرا
لم تمت ... فالله للفردوس حقا ... بك أسرى
لم تغادرنا ... هنا وجهك ... مرسوم على الشمس مسطر
لم تغادرنا ... هنا اسمك ... في الفجر ...
سناً لا يتغير ...
لم تزل تلاتنا ... موسم زيتون وزعتر
سيظل المرج ... مهما اشتد ليل الجدب ... أخضر
عاشق الأوطان ... عن ميعاده لا يتأخر
تظمأ الأوطان يوما
وبغير الدم ... شبرا واحد ... لا يتحرر
فتقدم هاتفا: الله أكبر