أنا طفل فلسطيني، لا بل أنا طفل عربي، وبالأحرى يكفيني أنني طفل، بغض النظر عن جنسيتي، لم اختر المجتمع الذي سأعيش فيه، إلا أنني ولدت وترعرعت فيه وتغذيت على حبه والتشبث به، ولم أختر الأسرة التي سأنتمي إليها، إلا أنها الآن أحب إلي من روحي، ولم أختر المدرسة التي سأتعلم فيها، ولكنها أصبحت بيتيَ الثاني.
لم أكن صاحب القرار في هذا كله، إلا أنني أملك الحرية في التعبير عن رأيي في كل ما يجري حولي، فيا أسرتي الحبيبة، أنت لي الحب والأمان والحرية، فبالرغم من صغر سني إلا أنك تستطيعين تعليمي وتأديبي دون اللجوء لتعنيفي، فتذكري ان لي كرامة إنسانية اعتز بها، وعليك تعزيزها والحفاظ عليها، وأنت يا مدرستي كوني لنا اعز صديقة نعتز بصداقتها، ونتلهف كل صباح للذهاب إليها، لن نأت إليك لنعنّف وتساء معاملتنا، بل أتينا لنتسلح بسلاح العلم والمعرفة، ساعدينا يا مدرستنا ليكون لنا شخصيات سوية، وليكن شعارك إنشاء أجيال سوية وقوية وطموحة.
ولنتذكر أننا خلقنا أبرياء في بلد محتل، لا يعرف محتلوه القانون، ولا يملكون الرحمة، ولا يقدّرون براءة الأطفال، مما افقدنا الأمان، فمنا الشهيد، ومنا الأسير، ومنا الجريح، وهنالك المئات من الأطفال حرمهم الاحتلال حنان الأب وعطفه، بزج آبائهم وراء قضبان لعينة تحرمهم من أبسط حقوقهم.
نحن أمانة وضعها الله عز وجل بين أيديكم، لذا نناشدكم بحمايتنا والعمل على سن القوانين بكافة أشكالها التشريعية والإدارية والتعليمية والاجتماعية، والتي من شأنها توفير الحماية لنا من كافة أشكال الإساءة والإستغلال، وليكن يوم الطفل الفلسطيني يوماً للسعادة والمرح، نتذكر فيه كل الأفراح التي مرت علينا خلال العام، وان شاء الله نحتفل به في الأعوام اللاحقة والأمان و الاستقرار قد عم بلدنا وأطفالنا جميعاً.